خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ
٣

تيسير التفسير

{ كَم أهْلَكنا مِن قبْلِهم مِّن قَرنٍ } وعيد لكفرة قريش أن يصيبهم لكفرهم ما أصاب قرونا كثيرة قبلهم لكفرهم، وهو يتضمن التسلية له صلى الله عليه وسلم { فَنادَوْا } يا رب، أو يا قوم أو يا فلان، كل ينادى بما أمكنه بما أمكنه استغاثة حين رأوا العذاب، أو رفعوا أصواتهم بالتوبة { ولاتَ حِينَ مَناص } لا حرف نفى عمل كليس، واسمها محذوف أى لا الحين، أو لا حينهم، وحين خبرها، ومناص تاخر أو فات أو فوت مصدر ميمى، والتاء لتأكيد النفى كما أنها للتأكيد فى علامة، ورواية أو كلمة وضعت عل حدة بالزيادة للتأكيد، ويشبه اللعب قولهم: زيدت لتأنيث الكلمة، أو ليكون بوزن ليس، والجملة حال، والرابط واو الحال، وربطت ايضا بها حينهم المقدر، أو أل فى الحين المقدر للعهد، أو نائبة عن الضمير. وقيل: لا عاملة عمل أن، وحين مناص اسمها، ومضاف اليه، والخبر محذوف أى لهم، وقيل: دخلت على فعل ناصب لحين على المفعولية، أى ولا يرون حين مناص، أو لا يجدون حين مناص، وفى تاء لات الضم والكسر، فهؤلاء ثلاث لغات، والوقف عليها بالتاء كما هو المرسوم. لا بالهاء كما قيل عن الكسائى والفراء إن صح، وقيل: على لا والتاء زائدة فى أول حين كتبت منفصلة خروجا عن القياس.
ويدل له قال أبو عبيدة والسخاوى: انهما رأياها متصلة بالحاء خطا فى مصحف عثمان، والأصل حمله على قياس الخط لا دعوى أنها مع لا، وأنها كتبت متصلة بالحاء شذوذا، وقد وردت زيادتها أول حين، والآن نثرا ونظما يقولون: اذهب لحين، وذاهب تلان قال:

العاطفون تحين لا من عاطف والمطعمون زمان ماض مطعم

ولا دليل على أن لات هو ليس أبدلت الياء ألف، والسين تاء والأصل عدم القلب، ولو كان أصل ليس كسر الياء فتقلب ألفا لتحركها بعد فتح، لأن ذلك أصل ملغى، ولا دليل على دعوى أنه اعتبر جمودها، فسكنت الياء واعتبر تحركها فقلبت.