خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ رَبِّ ٱغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكاً لاَّ يَنبَغِي لأَحَدٍ مِّن بَعْدِيۤ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ
٣٥

تيسير التفسير

{ قال ربِّ اغْفر لي وهَبْ لي مُلكاً لا ينْبَغي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدي } أى ملكا لا يكون لأحد غيرى، كما أن الريح منها وانما طلب ذلك الملك العظيم لتجبر أهل زمانه جدا، فطلب الزيادة على ملك آبائه والزيادة على معجزة أبيه، ولتكثر الطاعة، وليعلم بحصول الاجابة قبول انابته والمعجزة، أو زيادتها لا تختص بأول البنوة، ولا سيما أن رجوع ملكه بعد سلب كابتداء النبوة، وقد قيل: المعنى هب لى ملكا لا يسلبه أحد عنى فى حياتى بعد كهذه السلبة، كما تسلب الأملاك عمن قبل لمن بعد، فلا يسلط عليه الشيطان مرة أخرى، كما قيل: أنه أخذ عفريت خاتمه، فاستولى على ملكه، وقيل: أراد أن يختص بهذا الملك، كما اختص أبوه بإلانة الحديد، وعيسى بإحياء الموتى وشفاء الأضرار، وقد قيل: أقام قبل الفتنة عشرين سنة، وبعدها عشرين.
وليست الآية صريحة فى أن هذا الدعاء بعد الفتنة، اذ لا مانع من الدعاء بدوام الملك وزيادته، ولا بأس باستخدام الجنى، ولا على مدعيه ان صدق، لأن هذا فى بعض الجن لا فى الكل أو الجل، وبالعلاج والاذكار، والذى لسليمان للكل أو الجل وبالله تعالى لا بعلاج. { إنَّك أنْت الوَهَّاب } تعليل لهب كما ذكرت الهبة فيها معا، وأجيز أن يكون تعليلا له، ولا غفر، كأنه قيل: استجب لى فيهما، لأنك أنت الوهاب أو رب اغفر لى لأنك أنت الوهاب، وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب.