خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي ٱلأَصْفَادِ
٣٨

تيسير التفسير

{ وآخرين } عطف على كل، فهو من جملة ما أبدل من الشياطين على وجهى الإبدال لا على الشياطين، لأن آخرين شياطين أيضا إلا إن لم يرد بالشياطين الجنس، بل مخصوصون بالبناء والغوص، على طريق العهد، فيجوز العطف عليه، ولا على بناء لأنه لا يقال: كل آخرين، إذ لا يحسن إضافة كل لجمع مذكر { مُقرَّنينَ } مجموعى الأيدى الى الأعناق { في الأصْفاد } فى جوامع الحديد جمع صفد، وهو جامعة الحديد تجمع اليدين الى العنق، ويطلق أيضا على ما يربط به، ولو حبلا يقرن يدى الشيطان الى عنقه، أو يربطه مطلقا ليمنعهم عن الفساد، أقدره الله على ربطهم مع لطاقتهم، ومع شفافتهم، وكما أقدر الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ربط العفريت ولم يربطه، ولو كانوا لا يدركون بالمس فيما قيل، والمعروف أنهم يدركون به.
بل قال ابن العربى: إذا ظهر الشيطان متشكلا بشكل لم يمكنه الرجوع عن هذا الشكل الى حاله، أو الى شكل آخر إن استمر ناظره على النظر اليه، وان صرف نظره ولو صرفا قليلا وجد فرضة الى الرجوع، ويقال: صفده ربطه وأصفده أعطاه، ويقال أيضا: صفد فى الشر عكس وعد فى الخير وأوعد فى الشر ويقال أيضا: وعد فى الشر، ووجه الصفد فى الخير أن فاعل الخير يجمع المفعول فيه اليه كما قال على: من برَّك فقد أسرك، ومن جفاك فقد أطلقك، ويقال غل يدا مطلقها، وفك رقبة معتقها.