خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَٱلْيَسَعَ وَذَا ٱلْكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ ٱلأَخْيَارِ
٤٨

تيسير التفسير

{ واذْكُر إسماعيل } فصله عن ذكر أبيه وأخيه اعلاء لشأنه، إذ كان جد سيد الخلق، ولم يشارك العجم فيه العرب، ولأنه الغاية فى الصبر، اذ صبر على الذبح، اذ الصحيح أنه هو الذبيح، وصبر هؤلاء كلهم دون صبره، فهو كصبر أبيه على الالقاء فى النار { والْيَسع } هو ابن أخطوب بن العجوز، استخلفه الياس على بنى اسرائيل، ثم أوحى الله اليه بالنبوة والرسالة، وهو اسم عربى، سموه به من وسع يسع بالحذف والزيادة، وأل فيه زائدة، وقيل لفظ عجمى كله أصول أل وما بعده، ولا حذف فيه، وصلت همزته تخفيفا، اذ لا وصل فى العجمة.
{ وذَا الكِفْل } هو شرف بن أيوب، نبأه الله تعالى بعد أيوب، وذو الكفل لقبه، اذ تكفل بالدعاء الى التوحيد، والقيام بالشرع وهو فى الشام حتى مات وعمره خمس وسبعون سنة، وعبارة بعض أنه نبى تكفل الله له فى عمله بضعف عمل غيره من الأنبياء، وقيل هو زكريا لقوله:
" { وكفلها زكريا } " [آل عمران: 37] وقيل: إلياس، وقيل: يوشع، وقيل: رجل صالح تكفل بأمور فقام بها، وقيل: رجل صالح استخلفه اليسع فتكفل له أن يصوم النهار، ويقوم الليل، وقيل: أن يصلى كل يوم مائة ركعة، وقيل: رجل صالح تكفل بمائة نبى ومؤنتهم وأخفاهم هربوا من قتل جبار قد قتل ثلثمائة نبى، وذلك أربعمائة نبى من بنى اسرائيل ويضعف ما قد يقال: إنه اليسع وانه روعى الوسع فى الخير الدينى، والكفالة بما مر فساغ العطف باعتبار تعاير الصفات كأنه قيل: والمتصف بالوسع والكفالة كقولك: جاء العالم والعامل، تريد المتصف بالعلم والعمل.
{ وكلُّ } من اسماعيل واليسع وذى الكفل { مِن الأَخيْار } المشهورين فى الخير، ولعل اتحاد اللفظ والمعنى فى كثير من الفواصل مع القرب أو الاتصال نهى عن اكثار السمع والرغبة فيه، وعن المدح والتمدح به.