خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ فَٱخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ
٧٧

تيسير التفسير

{ قال } الله عز وجل { فاخْرُج منْهَا } عطف على محذوف عصيتنى فاخرج منها، أو لا يسكن جنتى من عصانى فاخرج منها، فالضمير للجنة، ولو لم تذكر لشهرة أنه من سكانها، وقيل: كان فى جنة فى الأرض، وعن ابن عباس: فى جنة عدن لا فى جنة الخلد، ولعله لا يصح، فان الجنات كلها سواء فى أن لا يخرج منها داخلها، والله عز وجل امره بالخروج مع ذلك، لأنه لم يدخلها ثوابا لعمله، والأولى أن معنى { اخرج منها } لا تدخلها، وكان يدخلها ويخرج إذا شاء، وقد قيل له ذلك، وليس فيها بمعنى لا تعد إليها، كما تقول لمن ليس فى الدار، لكن قد سكنها: اخرج منها، وكثيرا قالوا: هذه الجنة التى أهبط منها إبليس وآدم فى الأرض، وشهر أنها جنة الثواب.
وناداه إبليس من بابها ليوسوس له بعد الطرد، وقيل ها لزمرة الملائكة، وقيل من خلقته، وكان يفتخر بها أبيض جميلا حسنا فاعور واسود، وقبح وأظلم، وهما ضعيفان، والصحيح أن الضمير للجنة { فإنَّك } لأنك { رَجيمٌ } مطرود من كل خير، والمطرود يرجم بالحجارة. فكنى عن الطرد يلازمه وهو الرجم، ورجيم ذليل كقوله تعالى:
" { إنك من الصاغرين } "[الأعراف: 13] أو ذرية ترجم بالشهب لأنك توخسه.