خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ
١٩
-الزمر

تيسير التفسير

{ أفمنْ حَقَّ عليه كلمةُ العَذاب } أى قضاءه، أو قوله: " { لأملأن جهنم } " [الأعراف: 18] الخ، وهم المخذلون ضد المهتدين المذكورين عليهم ضد ما لهم، نزلت الآية قيل فى أبى جهل ونحوه، والهمزة دخلت على محذوف عطف عليه الجملة بالفاء، أى أأنت تملك أمر الناس، فمن حقت عليه كلمة العذاب تنقذه فتنقذه الذى قدرت جواب من الشرطية، أو الهمزة مما بعد الفاء قدمت لتمام صدارتها، ورجحه ابن هشام، والحذف أولى لسلامته من ذلك، ولو انفرد به الزمخشرى فيما قيل، وتوبع، وقيل الجواب فى قوله تعالى: { أفأنْت تُنْقذ } من النار { مَنْ في النَّار } والأصل أفأنت تنقذه، وقدمت الهمزة لتمام صدارتها على فاء الجواب، وإذا قلنا بهذا، وقلنا همزة أفمن حق مما بعد الفاء كان من تأكيد الاستفهام، ولأن الأصل أن تدخل الهمزة على أداة الشرط، فتنسحب عليه وعلى الجواب، أو تدخل على الجواب، لأنه المقصود بالذات، والنار هى المحرقة.
يقول صلى الله عليه وسلم:
" لا أقدر على إنقاذه" وكذا إن قلنا النار بمعنى الأعمال الموجبة للنار، وهى سبب للنار، والنار لازمة لها، وهى ملزومة للنار، وتلك الأعمال هى الضلال، أفأنت تهدى الضال فى قضائه تعالى؟ يقول: لا، والانقاذ ترشيح لهذا المجاز الارسالى، لأن الانقاذ من النار أظهر من الانقاذ من الضلال، أو المعنى أنهم استحقوا العذاب وهم فى الدنيا، وكأنهم فى نار يوم القيامة، وأبدل جهده فى دعائهم إبدالا شبيها بانقاذهم منها على الاستعارة المركبة.