خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

تَنزِيلُ ٱلْكِتَابِ مِنَ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ
١
إِنَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ فَٱعْبُدِ ٱللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ ٱلدِّينَ
٢
-الزمر

تيسير التفسير

{ تنْزيل الكتاب } القُرآن على الصحيح، أو السورة، أو جنس كتب الله تبارك وتعالى، وتنزيل باق على معنى المصدرية أو مأول باسم مفعول على اضافة الصفة للموصوف، أى الكتاب المنزل، والخبر على كل حال قوله تعالى: { مِن الله العَزيز الحَكِيم } فعلى أن المراد الجنس يكون تمهيدا لقوله:
{ إنَّا أنْزلنا إليْكَ الكتابَ } أى القرآن أو السورة، وتوطئة له، وعلى أن المراد بالكتاب أو القرآن أو السورة، يكون مقتضى الظاهر ثانيا الإضمار هكذا انا أنزلناه إليك، ولكنه أظهر لزيادة التفخيم، ولأن ما هنا شروع فى بيان المنزل عليه، وما يجب عليه وما قبله فى نفس المنزل، وكما أخبر هنا عن المصدر بما يتبادر تعلقه به، كذلك يجوز فى لا حولا عن معاصى الله الخ الإخبار بما يتبادر تعلقه باسم لا، فصح أن يجعل عن معاصى خبر لا، وكذا ما أشبهه، وإن علق بما بعد لا، وقيل فى نحو: لا حول عن معاصى الله، أنه مشبه بالمضاف معرب، وعدم تنوينه لشبهه بالمضاف معرب، وعدم تنوينه لشبهه بالمضاف { بالحَقِّ } لأجل إثبات الحق، أو مع الحق، فان معانى ألفاظ القرآن حق، وألفاظه حق، وألفاظ الخلق غير القرآن تكون معانيها باطلة، وتكون حقاً { فاعْبُد الله } بسبب القرآن الآمر بعبادته حقا { مَخْلصاً لَه الدين } العبادة عن الشرك والرياء والشبهة.