خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُلْ يٰقَوْمِ ٱعْمَلُواْ عَلَىٰ مَكَانَتِكُـمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ
٣٩
مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ
٤٠
-الزمر

تيسير التفسير

{ قلْ } تهديدا وتحقيرا لكيدهم { يا قوم اعْمَلُوا } فى كيدى { عَلى مَكَانَتكُم } تمكنكم وقوتكم فيه بأبدانكم وأموالكم، وحيلكم وأعوانكم، وقيل استعيرت المكانة من المكان المحسوس للحالة المعقولة التى هى الشخص { إنِّى عامِلٌ } لم يقل على مكانتى اشعارا بأن له من المكانات كل زمان ما الله به عالم، لا مكانة واحدة متصفة بأنها لا تتغير، فان ازدياد قوة من الله تعالى أولى من هذه، وكيد الله متين فهو صلى الله عليه وسلم غالب كما قال الله عز وجل: { فَسوف تعْلمُون من يأتيه عذابٌ يُخْزيه } فى الدنيا كيوم بدر.
{ ويَحلُّ عليْه عَذابٌ مُقيمٌ } فى الآخرة عذاب النار، ويجوز أن يراد فى الموضعين عذاب واحد إجمالا مخز ومقيم من حين قتل الى ما لا نهاية له، يعذب فى قبره، ويبعث للعذاب، فذلك عذاب وصف بأنه عذاب مخزو، وصف بأنه عذاب مقيم يحل عليه، ومعنى مقيم، دائم فلا مجاز، ودوام عذاب نفس دوامها فى العذاب، فلا حاجة الى دعوى التجوز فى الاسناد، أى مقيم صاحبه، أو الظرف هكذا مقيم فيه صاحبه.