خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَن يَكْسِبْ خَطِيۤئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ ٱحْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
١١٢
-النساء

تيسير التفسير

{ وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً } صغيرة { أَوْ إثْماً } كبيرة أو الخطيئة ما لا عمد فيه، والإثم ما كان عمدا { ثُمَّ يَرْمِ بِهِ } أى بواحد منهما، لأن العطف بأو، والمذكر يغلب على المؤنث، أو بالكسب المدلول عليه بيكسب، كقوله تعالى: { { وإن تشكروا يرضه لكم } [الزمر: 7]، أى يرضى الشكر، اعدلوا هو أقرب، أى العدل أقرب، ولا حاجة إلى أن يقال، ومن يكسب خطيئة ثم يرم بها بريئا منها أو إثما ثم يرم به كطعمة، وثم لتراخى الرتبة فإن البهتان أشد من ظلم الإنسان نفسه، والكذب محرم فى جميع الأديان { بَرِيئاً } منه كاليهودى { فَقَدِ احْتَمَلَ } تحمل { بهتانا } برميه { وَإِثْمَاً مُّبِينَاً } بينا بكسبه، وهو أشد من كاسب إثم بلا بهت، فله عقوبتان، لأن فيه تبرئة نفسه الخاطئة، ورمى البرىء منها، والبهت الإيقاع فى الحيرة والدهش، قال صلى الله عليه وسلم: "الغيبة ذكرك أخاك بما يكره، فقيل: أرأيت إن كان فى أخى ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته" ، ولا نسلم أن همزة إثم عن واو، من وثم الشىء كسره، والذنب يكسر الأعمال الصالحات أى يحبطها.