خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً
١٤٥
-النساء

تيسير التفسير

{ إِنَّ المُنَافِقِينَ } المضمرين الشرك { فِى الدَّرْكِ الأَسْفَلِ } الهاوية، محل آل فرعون، قال الله تعالى: { { أدخلوا آل فرعون أشد العذاب } [غافر: 46]، ويليها الجحيم لأهل الشرك، فسقر للمجوس، فالسعير للصابئين، فالحطمة لليهود فلظى للنصارى، فجهنم لفساق الموحدين، سميت دركات، لأن بعضهن مدارك لبعض أو متابع، والدرجات والدركات بمعنى واحد، إلا أن الدرك باعتبار الهبوط، والدرج باعتبار الصعود، وقد تسمى السبع كلها بجهنم، وبعض ببعض { مِنَ النَّار } لأنهم صموا إلى الكفر، استهزاء بالإسلام وخداعا للمسلمين، وأما المنافق يعمل الكبائر الذى لم يضمر الشرك فلا يكون فى الدرك الأسفل من النار عندى، بل فى الأعلى، كيف يكون تحت المشركين ومعهم وهو موحد، فإنا نرى أهل الكتاب فوق سائر أهل الشرك، لتعاطيهم متابعة الأنبياء والكتب، ولنا في تسمية الفاسق غير المشرك منافقا، وأنه لا يسمى مسلما حقيقة قوله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه فهو منافق وإن صام وصلى، وزعم أنه مسلم، من إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" ، ونحوه، وأما دعوى أن تسميته منافقا مبالغة أو تشبيه بالمنافق الحقيقى وهو مضمر الشرك فلا دليل عليها، ولنا فى قوله: وزعم أنه مسلم، أن حقيقة المسلم من يوفى، وإن لم يوف بالدين لا يسمى مسلما إلا مجازا { وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } يخرجهم من ذلك الدرك الأسفل إلى طبقة فوقها، أو من النار كلها.