خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَعَصَوُاْ ٱلرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىٰ بِهِمُ ٱلأَرْضُ وَلاَ يَكْتُمُونَ ٱللَّهَ حَدِيثاً
٤٢
-النساء

تيسير التفسير

{ يوْمَئِذٍ } يوم إذ جئنا من كل أمة بشيهد الخ، وإذ للمضى، وعبر بها لتحقق الوقوع { يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا } عموما { وَعَصَوُا الرَّسُولَ } جنس الرسل، أو المراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن كفر به { لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ } أبدلت التاء الثانية سيناً، وأدغمت فى السين، والأصل تتسوى بتاءين مفتوحتين، وسين مفتوحة مخففة، ولو مصدرية، أى يودون أن تسوى الأرض بهم، بدفنهم فيها، والباء بمعنى على، أو للسببية، اى بدفنهم، أو للملابسة، أو يودون تسويها بهم بأن لم يبعثوا أو لم يخلقوا، أو يصيرون، ترابا كما رأوا الحيوانات صارت تراباً، أو يفرون بما يملأ الأرض، وفى ذلك غنية عن دعوى أن الأصل يودون أن تسوَّى الأرض بهم، لو تسوى بهم الأرض لسرهم ذلك { وَلاَ يَكْتُمُونَ اللهَ } هذا اللفظ مفعول غير صريح، أى عن الله { حَدِيثاً } الجملة حال، أو عطف على يود، لا على معموله، لأنهم لا يودون ألا يكتموه حديثاً، بل رغبوا فى الكتم لو وجدوه، ولا يجدونه لأن جوارحهم تشهد عليهم لما قالوا، { { والله ربنا ما كنا مشركين } [الأنعام: 23]، ختم على أفواههم، وتكلمت جوارحهم بشركهم، فافتضحوا، وتمنوا أن الأرض تسوى بهم ولا يدخلون النار حتى يعترفوا بألسنتهم.