خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ
٢٠
-غافر

تيسير التفسير

{ والله يقْضي بالحَقِّ } لا بغيره، وليست هذه الجملة على صيغ الحصر، وانما أفاد الحصر بقوله: { والَّذينَ يدْعُون مِنْ دُونِه } من الأصنام { لا يقْضُون بِشيء } لا بحق ولا بباطل، وكأنه قال: يقضى هو لا هن، وجمع العقلاء فى الأصنام مرَّ توجيهه، وظهر لى وجه آخر هنا وهو أنه على التهكم بها، كما قيل: انه قال: { لا يقضون } تهكما لأن الجماد لا يقال فيه يقضى، ولا لا يقضى، ولكن الظاهر انه يقال: لا يقضون بلا تهكم، وأنه يجوز أن ينفى عن الجماد ما لا يتصور منه، فلا تهكم مثل أن تقول: لا يمشى ولا ينطق، وقيل: المراد لا يقدرون على شىء، فعبر بلا يقضون لمشاكلة قوله عز وجل: { يقضي بالحق }.
{ إنَّ الله هُو السَّميعُ البَصيرُ } وعيد لهم على ما يقولون وما يفعلون، بأنه سميع للقول، أى عالم به، وبصير بالفعل أى عالم به، وتقرير لعلمه بخائنة الأعين وما تخفى الصدور، وتعريض بآلهتهم أنها لا تسمع ولا تبصر.