خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ
٣٧
-غافر

تيسير التفسير

{ أسباب السَّماوات } عطف بيان بهم، ثم بين للتفخيم والتشويق الى معرفة المبهم { فأطَّلع إلى إله مُوسَى } عطف على أبلغ، والافتعال أبلغ من الفعل فى العظم، أو بالعلاج والأصل أطتلع، أبدلت التاء طاء وأدغم فيها الطاء، ولعله أراد بناء عاليا فى موضع عال، يرصد به أحوال الكواكب، ليستدل بها على حوادث الأرض، فينظر هل فيها ارسال الله سبحانه وتعالى موسى، وكان يعتقد وجود الله سبحانه ولأهل عصره اعتناء النجوم، ولا بعد فى هذا، ولكن أولى منه أنه أراد إيهام الناس أن موسى يقول: انه يلتقى مع الله، ويأخذ منه، وهذا بعيد لبعد السماء عن وصول موسى اليها، فانه كاذب حاشاه عن الكذب، وحاشا الله أن يكون فى السماء.
أو أراد نفى الألوهية، لأنه لم يرَ شيئا فى الأرض يحكم له بأنه إله، ولا يعلم ما فى السماء إلا بالطلوع اليها، ولا نطبقه، فلا تثبت إلهاً بلا علم، فأمره ببناء الصرح لإظهار عدم الإمكان، ولفظ لعل تهكم لا ترج، وذلك شبهة منه لعنه الله عز وجل، إذ لا يلزم من انتفاء القدرة على الطلوع الى السماء، انتفاء وجود الله فيها، والله منزه عن أن يحل فى السماء أو العرش أو غيرهما، أو فى الزمان، ولعله سمع أن موسى يقول بعلو الله تعالى ورفعته، وظن أن ذلك علو مكان.
{ وإنِّي لأَطنُّه كاذباً } فى دعوى الرسالة أو فى أن الله موجود، ولا إله غيرى
" { ما علمت لكم من إله غيري } "[القصص: 38] أو فيهما معا { وكذلك } كما أضله الله بما يقول، التزيين لأنه لم يتقدم ذكر إضلاله بلفظ التزيين، إلا أن يقال بأن ذلك قد يصح بالتنبيه على أنه تزيين { زيِّن } زين الشيطان بوسوسته كقوله تعالى: " { وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل } " أو زين الله سبحانه وتعالى كقوله تعالى: " { زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون } " [النمل: 4] { لفرعون سوء عمله } فاتسع فيه { وَصُدَّ } الناس بتمويهاته أو أعرض بنفسه { عَن السَّبِيل } دين الله الذى هو أحق باسم الرشاد { ومَا كَيْد } حيله فى تكذيب موسى، وتصديق نفسه، وارادة القتل { فَرعَون إلاَّ في تَبابٍ } خسار لم يؤثر فى موسى بشىء.