خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

فَسَتَذْكُرُونَ مَآ أَقُولُ لَكُـمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِيۤ إِلَى ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ بَصِيرٌ بِٱلْعِبَادِ
٤٤
فَوقَاهُ ٱللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَـرُواْ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوۤءُ ٱلْعَذَابِ
٤٥
-غافر

تيسير التفسير

{ فَسَتذكُرونَ } يحضر ذكره فى قلوبكم يوم القيامة، نادمين إن لم تتوبوا، وهذا تفريع على قوله تعالى: " { مالي أدعوكم } " [غافر: 41] { ما أقُول } فى هذا الحال { لكُم } من توحيد الله وعبادته { وأفوِّض أمري إلى الله } ليعصمنى من شركم وشر كل شىء، وقد توعدوه بالقتل { إنَّ الله بصيرٌ بالعِباد } فيحرس من يلوذ به ويعتصم مما يكره، ويعاقب الظالم، وهذا آخر كلام المؤمن؟ ويل: { إن الله بصير بالعباد } من كلام الله سبحانه وتعالى بقوله عز وجل:
{ فَوقَاه الله سيِّئات ما مَكَروا } تفريع عليه، وعلى أنه من كلام الرجل المؤمن يكون تفريعا على قوله تعالى
" { يا قوم اتبعون } " [غافر: 38] وما مصدرية أى سيئات مكرهم، وسيئات الأمور التى تسوء من أصابت كالإضلال والقتل { وحاق } أحاط { بآل فرعَون } فرعون وقومه كما يقال الآدميون ويراد آدم وذريته، وكما قيل فى قوله تعالى: " { اعملوا آل داود شكراً } " [سبأ: 13] أنه شامل لداود وقومه، أو المراد ظاهره فيدخل فرعون بالأولى، لأنه المضل لهم { سُوء العَذَاب } الاضافة بمعنى اللام، أى السوء الذى هو العذاب، لأن السوء يكون عذابا وغير عذاب، أو بيانية أى سوء هو العذاب، أو اضافة صفة لموصوف، أى العذاب السوء، قيل: آل فرعون ألفى ألف وستمائة ألف غير الأطفال والنساء والضعفاء بمرة، أو كبرا وعلة، والله أعلم بصحة ذلك، أصابهم الغرق وهو سوء العذاب، أو سوء العذاب نار فتعم النساء والضعفاء أيضا.
وروى أن فرعون توعد بقتل الرجل المؤمن فهرب الى الجبل، فبعث فى طلبه ألف رجل، فمنهم من أدركه وهو يصلى والسباع تحرسه، فأكلتهم،ومنهم من مات فى الجبل عطشا، ومنهم من رجع خائبا فاتهمه وقتله وصلبه، فالمراد على هذا بآل فرعون هؤلاء الألف لا فرعون معهم، فتكون الاضافة للجنس لا للاستغراق، ويكون سوء العذاب أكل السباع والموت عطشا والقتل.