خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا ٱلْحَقُّ أَلاَ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُمَارُونَ فَي ٱلسَّاعَةِ لَفِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ
١٨
-الشورى

تيسير التفسير

{ يسْتَعجلُ بها الَّذين لا يؤمنُون بِها } استهزاء يقولون ليتها حضرت لنرى أن الحق معنا، أو محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه { والَّذين آمنُوا مُشْفقونَ منْها } خائفون منها مع استعداد لها، والخوف لأنهم لا يعلمون ما حالهم عندها، ولا بم يختم لهم، ولا يظهر أن يراد هنا اعتناؤهم بالثواب وبعضهم قد استعجل بها الذين لا يؤمنون بها، ولا يشفقون منها، والذين آمنوا مشفقون منها، ولا يستعجلون بها على الاحتباك، ولا حاجة إليه { ويعْلمُون أنَّها الحقّ } الحصر اضافى أى هى حق لا باطل.
{ ألا إنَّ الَّذين يُمارون في السَّاعة } يجادلون فيها استعارة من مريت الناقة إذا مسحت ضرعها للحلب، يستعملون جهدهم فى نفيها كما يمسح الضرع فى شأن الحلب، ويجوز أن يكون بمعنى يترددون فى أمرها شكا، والمفاعلة فى الوجهين ليست بين اثنين، بل للمبالغة، وتحتمل البقاء على الأجل بمعنى أن كلا يذكر للآخر قوته فى نفيها بالأوجه الباطلة { لفي ضلال بعيدٍ } عن الحق كيف يشك فيها أحد مع أنه تعالى أحيا أمواتا فى الدنيا وأحيا الأرض بعد موتها، وأحيا الجنين، ويخلق الأشياء من عدم، فكيف يصعب عليه إحياء ما تلاشى وفنى، وهو عالم بالغيوب كلها، وهو الذى لطف بالغوامض علمه، وعظم من الجرائم حلمه، أو من ينشر المناقب، ويستر المثال، أو من يعفو عمن يهفو، أو يعطى العبد فوق الكفاية، ويكلف الطاعة دون الطاقة.