خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَعَلَهُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـٰكِن يُدْخِلُ مَن يَشَآءُ فِي رَحْمَتِهِ وَٱلظَّالِمُونَ مَا لَهُمْ مِّن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ
٨
-الشورى

تيسير التفسير

{ ولَو شاء } مشيئة قهر { الله } التوفيق بينهم، أو شاء جعلهم أمة واحدة { لجَعَلَهم أمةً واحِدةً } من حيث الدين، أى مهتدين كلهم، أو ضالين كلهم، كما قال ابن عباس رضى الله عنهما: نجعلهم على دين واحد" { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى } " [الأنعام: 35] " { ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها } " [السجدة: 13] وقال مقاتل: أمة واحدة على دين الاسلام، وتدل له الآيتان " ولو شاء الله " الخ ويناسب أن المراد أمة واحدة على الضلال قوله تعالى: " { كان الناس أمة واحدة } " [البقرة: 213] على الضلال فى أحد الأوجه بأن لا يبعث نبيا، ولكن هذه الآية ليست على طريقة قوله تعالى: " { ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة } " [هود: 118].
{ ولَكن يُدخل من يشاء في رحمته } بأن يختلفوا بالدين، فيدخل المهتدين الجنة، ويدخل الضالين النار لضلالهم باختيارهم كما قال { والظالمون ما لَهُم من وليٍّ } بنسب أو صحبة { ولا نصيرٍ } مطلقا يدفعان عنهم العذاب، ومقتضى الظاهر، ويدخل من يشاء فى عذابه، ولم يقل ذلك لأن الادخال فى العذاب بعملهم الذى اختاروه وهو الظلم، وأما الادخال فى الرحمة فيفضله، لأن الايمان والوفاء بالدين لا يفيان بالرحمة، وانما هى من فضله.