خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي ٱلْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي ٱلْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ
١٨
-الزخرف

تيسير التفسير

{ أو مَن يُنشَّأ في الحِلْية } مفعول لمحذوف، أى أتعاموا وجعلوا من ينشَّأ فى الحلية ولداً له، أو أأتخذ من ينشأ فى الحلية ولدا له تعالى، أو خبر أو مبتدأ أى أتعاموا وقالوا من ينشأ فى الحلية ولده، أو ولده من ينشأ فى الحلية، أو من ينشأ فى الحلية جعلوه ولده، والحلية الزينة، والذى ينشأ فيها الأنثى، والنشأة فى الزينة والنعومة من شأن ربات الحجال، فوجب أن يجتنبها الرجال.
وعن عمر رضى الله عنه: اخشوشنوا فى الطعام، واخشوشنوا فى اللباس، فان أباكم معداً كان كذلك، ومن أراد الزينة فليزين باطنه بالتقوى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" تمعددوا واخشوشنوا وانتضلوا، وامشوا حفاة" رواه الطبرانى عن أبى حدرد، وقيل: من ينشأ فى الحلية الأصنام، وكانوا يجعلون عليها الحلى، ويرده أن حقيقة النشوء فيما يزداد ويرده أيضا قوله تعالى:
{ وهو في الخِصام غَيْر مُبين } فان الأصنام لا يتصور منها الخصام، فضلا عن أن يقال: هى غير مبينة فيه، إلا أن يراد نفى الخصم عنها البتة، كقولك: لا ترى زيادا فى الخصام، أى لا يدخله، وقوله:

* وترى الضب فيها لا ينجحر*

أى لا يكون فضلا عن أن يكون له فيها جحر، وقوله:

* على لا حب لا يهتدى بمناره*

أى لا منار فيه وعليه، فالمعنى أعموا واتخذوا الأصنام آلهةً، أو وقالوا الأصنام آلهتنا، أو المعنى لا تظهر خصاما لمن أصابها بسوء، وفيه أن الكلام قبل وبعد على البنات، ومبين على كل حال من أبان المتعدى أى لا تظهر حجة، قال مقاتل: لا تتكلم المرأة إلا وتأتى بالحجة عليها لا لها، لقلة عقلها، وكذا قال قتادة، وفى الخصام متعقل بمبين، وفيه تقديم معمول المضاف اليه على المضاف أجازه بعض فى غير، والأولى تعليقه بمحذوف، أى وهو متعضل فى الخصام غير مبين لحجته.