خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
٢٨
-الزخرف

تيسير التفسير

{ وجَعَلها } أى جعل الله، أو ابراهيم كملة " { إنني براء مما تعبدون * إلاَّ الذي فطرني } " [الزخرف: 26 - 27] كيف يترك هذا ويرد الضمير الى غير مذكور، وهو كلمة لا إله إلا الله، هو كلمة إنى براء الخ، وهى نفس لا إله إلا الله، ولعل من رد الضمير الى غير مذكور أراد تفسير المعنى لا التفسير الصناعى، ورد ضمير جعل الى الله أولى، كما ناسبه الجعل فى العقب باقية، لأن الجعل حقيقة الله، وأيضا لعلهم يرجعون أنسب له تعالى، ولو كان ابراهيم سببا لذلك الجعل، وجاز اطلاق الجعل عليه مجازا عنه، والحقيقة أولى، ولا تترك بلا داع، ولو قال: سنها لكان الضمير لإبراهيم أولى (كلمة) ولا يتكرر مع كلمة المعبر عنها بالضمير، لأن هذه مقيدة بقوله: { باقيةً في عَقِبه } ذريته، لا يزال فيهم من يوحد ولو فى الفترة، ولو فى آخر الزمان، حتى تقرب الساعة جدا، وليس المراد أن عقبه كلهم موحدون { لَعَلَّهُم يَرجعون } لعل مشركيهم يرجعون، على حذف مضاف، أو من اسناد ما للكل للبعض، وعلى كل حال المراد لعل مشركيهم يرجعون الى التوحيد ببقاء أهله فيهم، أو بدعائهم اليه، الضمير للعقب، لأنه بمعنى الذرية، ولعل للتعليل، لأن الله لا يوصف بالرجاء، بل ابراهيم يوصف به، لكن قد علمت أن رد المستتر فى جعل لابراهيم مرجوح.