خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَّعِيشَتَهُمْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ
٣٢
-الزخرف

تيسير التفسير

{ أهُم يقْسمُونَ رحْمةَ ربِّك } استفهام انكار وتعجيب وتنزيل، لتحكمهم فى نزول القرآن وسائر الوحى منزلة التقسيم لجامع مطلق القصد بشىء الى شىء، والرحمة القرآن وسائر الوحى والنبوة والرسالة، والجمهور على أنها النبوة، وهو أنسب بقوله: " { لولا نُزل } " [الزخرف: 31] الخ. ومجىء الحق على يد انسان فرع عن استحقاقه النبوة { نَحنُ قَسمْنا بيْنَهم مَعيشتَهُم } أسباب معيشتهم، أى أسباب عيشهم، أى حياتهم أو المعيشة الرزق، وذلك شامل للحلال والحرام، لأن الحرام رزق أيضا، وداخل فى القسمة، إلا انه يؤاخذ على كسبه وحرزه والانتفاع به، والتصرف فيه، لأنه باختيارهم لا باجبار { في الحياة الدنيْا } بحسب الحكمة العاجزين هم عنها { ورَفَعْنا بعْضَهُم فوق بَعْضٍ } فى المعيشة { دَرَجات } ظرف أى فى درجات متفاوتة ضعف وقوة، وغنى وفقر، وخادمية ومخدومية، وحاكميه ومحكومية.
{ ليتَّخذ بعضُهم بعضاً سُخْريا } استخداما فى المصالح، أى ذوى استخدام، ذوى طلب خدمة منهم، نسب الى السخرة بمعنى التذليل والتكليف، لا بمعنى الهزؤ، لأن المقام ليس له، بل لتفاوتهم بين خادم ومخدوم، والتعاشر على ذلك، لو وكل اليهم ذلك لم يحسنوه وضاعوا، فكيف يدخلون فى أمر النبوة وما يليها، وهم بعداء عنها، مكبون على جمع حطام الدنيا { ورحْمةُ ربِّك خيرٌ ممَّا يجْمعُون } من ذلك، وهى النبوة وتوابعها من الوحى، والشرع والسعادة فى الدارين، والهدى والجنة، والدنيا بجملتها لا تسوى عند الله جناح بعوضة.