خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ
٣٥
-الزخرف

تيسير التفسير

{ وزُخْرفاً } ذهبا أو زينة أو نقوشا أو أثاث البيت، والعطف على سقفا، ومن الزينة الحمرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والحمرة فإنها من أحب الزينة إلى الشيطان" وليست محرمة بل مباحة على الكراهة، كما روى أنه صلى الله عليه وسلم لبسها دفعا لتوهم التحريم { وإن كلُّ ذلك لمَّا متاع الحياة الدنْيا } أن مخففة، واللام فارقة بين النفى والاثبات، وما صلة، والمتاع ما يتمتع به، ولا يعتمد عليه لحقارته، وهو خبر المبتدأ أو ما اسم موصول خبر المبتدأ، ومتاع خبر لمحذوف، والجملة صلة، أى لما هو متاع الحياة الدنيا، أو نكرة موصوفة، أى شىء هو متاع الحياة الدنيا، وهذا أشد تحقيرا، وذاك المتاع نصيب المجرمين، ولا نصيب لهم فى الآخرة.
{ والآخرة } نعيم الآخرة { عِنْد ربِّك للمتَّقِين } خاصة، وهم من اتقى الشرك والاصرار على المعاصى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء" رواه الترمذى، وابن ماجه، وصاحب الضياء المحدث عن سهل بن سعد، وعن على موقوفا: " الدنيا أحقر من ذراع خنزير بال عليه كلب فى يد مجذوم" وقف صلى الله عليه وسلم على سخلة فى دمنة قوم، يجرى فيها الدود، وذلك فى السفر، فوقف حتى لحقه أصحابه فقال: " أترون هذه هانت على أهلها؟ قالوا: نعم قال الدنيا أهون على الله عز وجل من هذه على أهلها" .
قال المستورد بن شداد: كنت فى هذا الركب، وشهدت ذلك وقال صلى الله عليه وسلم: " الدنيا كلها متاع وخير متاعها المرأة الصالحة" وقال صلى الله عليه وسلم: "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان منها لله من ذكر وتعليم وتعلم، وأمر بمعروف ونهي عن منكر" وفى مسلم مرفوعا عن أبى هريرة: " الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر" وفى الترمذى، عن قتادة بن النعمان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أحب الله عبداً حماه من الدنيا كما يحمي أحدكم سقيمه من الماء" .