خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَسْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ
٤٥
-الزخرف

تيسير التفسير

{ واسْأل } يا محمد أو يا أيها السامع المتمحض عن الديانات وقيل: السؤال سؤال نظر وفحص عن مللهم، كسؤال الأطلال، كقولك سَل الأرض من شق أنهارها، وغرس أشجارها، وأكمل ثمارها { مَن أرسلنا قبْلك مِن رُسُلنا } أى أمم من أرسلنا، لأنه لم يذكر الرسل، فيخبرون عما جاءت بهم رسلهم من التوحيد، فيجيبون بما تقول، وحذف المضاف كما رأيت، أو نزل سؤال الأمم منزلة سؤال أنبيائهم، وقرىء: واسأل الذين أرسلنا اليهم رسلنا قبلك، ونسبت هذه القراءة لابن عباس، وفى لفظ: واسأل من أرسلنا اليهم قبلك رسلنا، وهما نفس التأويلين، وكذا قال ابن مسعود اسأل مؤمنى أهل الكتاب، وهو أكثر الروايات عن ابن عباس، رواه عنه مجاهد، وقتادة، والضحاك، والسدى، والحسن، ومقاتل.
وعن ابن عباس: " لما اسرى بالنبى صلى الله عليه وسلم، بعث الله تعالى له آدم وولده من المرسلين، فأذن جبريل ثم أقام وقال: يا محمد تقدم فصل بهم، فلم فرغ من الصلاة قال له جبريل: سل يا محمد من أرسلنا قبلك من رسلنا الآية فقال النبى صلى الله عليه وسلم:
" أسأل قد اكتفيت" رواه الزهرى، وسعيد بن جبير، وذلك فى السماء، وقيل فى بيت المقدس، وعن ابن عباس قيل له صلى الله عليه وسلم ليلة الاسراء { واسأل } الآية ولم يسألهم، وقد صلى بهم، قال ميكائيل لجبرائيل: هل سألهم؟ قال: لا هو أعظم يقينا، وهذا يقوى أن السؤال سؤال نظر، والا فكيف يترك السؤال، وقد أمر به فيكون أمره به تهييجا، وفيه كفاية إذ تلاها على المشركين ولو أنكروا الاسراء.
{ أجَعَلْنا من دُون الرَّحمن آلهة يُعُبدون } مفعول لاسأل معلق عنه بالاستفهام، وكل مسئول ممن ذكر تحقيقا أو حكما يقول تحقيقا أو حكما: لا.