{ يا عبادِ } معنى النداء زيادة السرور، واكمال له، واغاظة العدو { لا خَوفٌ عِليكُم اليَوم ولا أنْتُم تَحزنُون } يقال لهم: لا خوف الخ، والقائل ملك عن الله تعالى أو الله بخلق صوت فى الهواء، أو حيث شاء، وهو أشد اكراما، والمراد بالعباد المتقون، والمعنى أقول: يا عبادى، ومن أجاز حذف الموصول مطلقاً ولو لم يذكر مثله، أجاز أن يقدر إلا المتقين، الذين قال لهم: يا عبادى الخ، واذا نودى بذلك طمع أهل المحشر مؤمنهم وكافرهم، واذا سمعوا قوله تعالى:
{ الذين آمنُوا بآياتنا وكانُوا مسْلمِين } منقادين بالعمل الصالح، وترك المعاصى أيس الكفار، وعلم فى الآية أن المراد بالعباد المؤمنون، لقوله: { إلا المتقين } وقوله: { الذين آمنوا } والأول أولى بالدلالة، لتقدمه وعدم الفصل، ولاضافة العباد الى نفسه المشعرة بأنهم تخالوا، فى الله عز وجل، ولأن القوى أقوى مفهوما من الايمان والاسلام، والذين نعت لعباد، وكانوا الخ عطف على آمنوا لا حال، لأن الايمان غير مقارن للعمل من أول، بل متعقب له فيحتاج الى جعلها مقدرة أى آمنوا ناوين كونهم مسلمين، والى تقدير قد، أو مبتدأ أى وقد كانوا أو وهم كانوا، لأن فعلها ماض متصرف مثبت، أو الى التخريج على الجواز بلا تقدير، ولا شك أن الاسلام بمعنى العمل غير متقدم لها على الايمان.