خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱتْرُكِ ٱلْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ
٢٤
-الدخان

تيسير التفسير

{ واتْركِ البَحر رهْواً } عطف على محذوف معلوم من الآى الأخر، أى واضرب البحر ينفلق لك طرقا واتركه منفتحا على تلك الطرف، جمع الله تعالى ما قال له أولا وآخرا فى القول الواحد المحذوف، لأن أمره بضرب البحر بعد وصوله اليه لا حين قال له أسر، وأمره بتركه رهوا بعد ضربه وانفتاحه، أو معه، والرهو المتسع المنفسح، ولزم من ذلك أنه يابس لضرب الشمس له والريح ان انفصل الى جهة السماء، أو الريح ان تسقف ولزم أنه ساكن لا متموج، لأنه فتح ليسلكوا فيه، ويسهل لهم، والرهو وصف كالرحب والسهل، والظاهر أنه مصدر لأنه المعروف، فيقدر مضاف، أى مصاحب رهو، أى انفساح، أو بمعنى الوصف أى راهيا كعدل بمعنى عادل، أمره الله تعالى إرشاداً أن يضربه فينفتح طرقا يدخلها المؤمنون فينجوا، وفرعون وقومه ليغرقوا كما قال:
{ إنَّهم جُندٌ مُغْرقون } لا كما قيل، أراد موسى عليه السلام ضربه لينطبق بعد انفتاحه، لأن موسى لا يريد اغلاقه قبل الدخول فيه ولا يريد غلقه بدون أن يأمره الله تعالى، ولا يريد اغلاقه بعد الدخول فيه لئلا يغرق بنو اسرائيل مع من دخله من فرعون وقومه لأنهم مجتمعون فىالبحر، فبخروج آخر المؤمنين، ودخول آخر قوم فرعون رجع البحر كما كان فغرقوا وحدهم دون بنى اسرائيل، وانما يريد موسى إغلاقه بعد خروج بنى اسرائيل وخاف أن يخرجوا كما خرج بنوا اسرائيل، فقال له الله عز وجل: إنَّا أغرقناهم فيه فلا تخف أن يلحقوكم، وتوهم بعض أن انطباقه ليكون فاصلا بينه وبين فرعون وانما يكون ذلك لو كان الدخول من خلف البحر، ويجوز أن يكون بمعنى صير.