خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ
٢٠
-الجاثية

تيسير التفسير

{ هَذا } أى القرآن أو الأمر المشروع منه، ومن سائر الوحى اليك أو الاتباع المعلوم من قوله: "تعبها" ولتعدد ما تضمنه اسم الاشارة المفرد أخبر عنه بالجمع إذ قال { بصائر للنَّاس } أى بمنزلة البصائر فى القلوب، مع أنه ما هو إلا سببها، أو بمنزلة العيون التى يبصر بها، فانه مشتمل على معالم الدين { وهُدى } من الجهل والضلال والهلاك { ورحْمةٌ } عظيمة { لقوم يُوقنُونَ } خارجين عن الشك، وليس لفظ القوم دالا على المدح، كما قيل: ولو كان أصله من القيام، وإنما يدل أمر خارج كالايقان، وكسب الخير، وعمل القوم عملا حسنا ألا ترى إن أطلق على الأقوام الكفرة كعاد وثمود، ودعوى أنه عبر عنهم بما هو عندهم من المدح غير ظاهر، ولا دليل عليه، وخلاف الأصل، واذا مدح الرجل بقولك يا ابن القوم، فانما هو فيمن قومه كرام، أو ادعى لهم الكرم، ولا يقال لكل أحد يا ابن القوم.