خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ
١٧
-محمد

تيسير التفسير

{ والذين اهْتَدوا } بالاستماع والرعاية { زادهُم } متلوك { هُدًى } عظيما مفعول ثان، ومما غفلوا فيه أن يجعل الذين من باب الاشتغال بلا دليل ولا داع اليه { وآتاهم تقواهم } الماء مفعول ثان مقدم، وتقوى مفعول تأول مؤخر، لأنه الفاعل فى المعنى أى صير التقوى آتية بخلاف أعطاهم تقواهم، فان الهاء مفعول أول لأنه الفاعل فى المعنى، أى صيرهم عاطين التقوى أى آخذيها، والتقوى حذر الانسان مثلا مخالفة الله تعالى فى أمره ونهيه، وايتاءها خلقها فيه كسائر أفعال العباد، فانها مخلوقة لله تعالى، بأن خلق فيهم قدرة عليها مؤثرة فيها، وهذا التأثير مخلوق لله، وصدورها منه مخلوق لله تعالى، ولفاعل التقوى اختيار إذا لا إجبار.
قال بعض الأشعرية: ايتاء التقوى خلقها فيها، وبعض الأشعرية ايتاء التقوى خلق القدرة عليها، والقولان أيضاً فى ايتاء الأفعال، استغلال العبد فى شىء، فان كل شىء مستأنف من الله تعالى، أو معنى ايتاء التقوى توفيقهم وإعانتهم، وأما مجرد البيان، فلا يختصر بالمؤمنين، أو يقدر مضاف أى جزاء تقواهم، أو تقواهم مجازا عن لازمها ومسببها، وهو الجزاء وايتاء التقوى مقابل لاتبعوا أهواءهُم، زيادة التقوى مقابل للطبع.