خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً
٦
-الفتح

تيسير التفسير

{ ويُعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } قدم أهل النفاق فى القرآن كله، لأن ضررهم على المسلمين أكثر لأنه خفى، بخلاف المشرك فانه ظاهر يحذر ويقاتل، ويحترز عنه، فان فى تقديم تعذيبهم تعجيل المسرة للمؤمنين { الظَّانِّين بالله } الباء للالصاق مجازا أو بمعنى فى مجازا سبحان الله، أو يقدر فى نبى الله أو دين الله { ظنَّ السَّوءِ } ظن الأمر الفاسد المذموم، وهو وصفه، ويجوز أن يكون مصدرا، وذلك أنهم ظنوا أن الله عز وجل لا ينصر رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وظنوا أنه ليس رسولا، وأنه لا بعث، وأن له شركاء، وظنوا أن القرآن ليس من الله عز وجل وغير ذلك، والاضافة اضافة المصدر الى مفعوله، والأصل فيه وفى مضموم السين المصدر، وهما بمعنى واحد، ومعنى قول بعض المحققين انه مصدر، والمضموم اسم مصدر أنه باق على المصدرية، والمضموم بمعنى الحاصل من المصدر لا اسم المصدر الذى فيه معنى المصدر، مع اسقاط حرف بلا عوض عنه، ويقال: الأصل فى المفتوح أن يضاف اليه ما يراد ذمه، والمضموم جرى مجرى لفظ الشر.
{ عَليْهم دائرة السَّوء } عقاب يدور عليهم، ويحيط لذلك الظن، وأضيف للسوء المعهود لأنه سبب لهذا العقاب، وأل للعهد، أو المراد مطلق السوء، فأل للجنس، ودائرة اسم فاعل تغلبت عليه الاسمية، فكان اسما للعقاب أو للعذاب أو نحو ذلك، والجملة اخبار، أو على طريق الدعاء مجازا، والله منزه عن الدعاء { وغَضِب الله عَليْهم } كتب لهم العذاب، أو أوعده لهم، أو ألقى عليهم الخذلان { ولَعَنهم } أبعدهم عن الخير { وأعدَّ لَهم جَهَنم } هيأها لهم { وساءتْ } جهنم { مَصيراً } لا يقدر مخصوص هنا، لأن الفاعل هنا ليس اسم جنس يبهم، ثم يفسر، ليحصل فائدة الاجمال والبيان بعده.