خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِّن قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُواْ بِهَا كَافِرِينَ
١٠٢
-المائدة

تيسير التفسير

{ قَدْ سَأَلَهَا } الضمير للمسأَلة، فهو مفعول مطلق، وذلك استخدام لأَن المسئول هنا للأُمم السابقة غير ما تقدم لهذه الأُمة، أَو الضمير للأَشياء على الاستخدام لكن هذا على الحذف والإِيصال، أَى سأَل عنها، أَو يقدر مضاف فى الوجهين أَى سأَل مثل تلك المسأَلة أَو عن مثل تلك الأَشياء، وحذفه مبالغة، كان سؤالهم سؤال قوم سابقين عوقبوا به، وقيل السؤال طلب العطاء، أَى طلبوا تلك المسائل { قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ } متعلق بسأَل، أَو نعت؛ لأَن الزمان يكون صلة لموصول جثة أَو نعتاً أَو حالا أَو خبرا إِذا أَفاد، وهنا أَفاد { ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ } إِذ خالفوا ما أمروا به أَو نهوا عنه، كما سأَل ثمود ناقة واليهود رؤية الله جهرة، وسأَلوا عن البقرة حتى اشتروها بملء جلدها ذهباً، وزعم بعض أَن المراد سؤال قريش تحويل الصفا ذهباً، فلو تحولت ذهباً فلم يؤمنوا لهلكوا كأَصحاب المائدة، وبعض أَن المراد سؤال قريش عن أَنسابهم فيكذبوه، وقيل المراد بنو إِسرائيل لكثرة سؤالهم لأَنبيائهم ومخالفتهم لهم، والنصارى المائدة فعوقبوا إِذ خالفوا، وكان بنوا إِسرائيل يسأَلون أَنبياءَهم فإِذا أجيبوا خالفوا، والباء متعلق بكافرين قدم للفاصلة والتحذير والكفر بمضمونها من المخالفة أَو الباء سببية.