خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيهِمْ مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَآءَ مَا يَعْمَلُونَ
٦٦
-المائدة

تيسير التفسير

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ والإِنجيل } آمنوا بهما وعملوا بما فيهما من الإِيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم والعمل بشرعه والدعاء إِليه بلا كتم ولا تحريف { وَمَا أُنْزِلَ إِليْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ } من سائر كتب الله أُنزلت عليهم أَو على غيرهم، لأَنهم كلفوا بها، أَو المراد القرآن لأَنه أَنزل إِليهم كما أُنزل إِلى غيرهم، أَعنى كلفوا به كغيرهم، ومما أُنزل عليهم كتاب دانيال وكتاب شعياءَ وكتاب أَرمياءَ وزبور داود وكتاب حزقيل وكتاب حبقوق بقافين { لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ } الشجر العالى عليهم كالنخل وأَنواع ما يعلو { وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ } ما سفل عنهم من حرث وما نبت بلا حرث وما سقط من الشجر العالى، وما بين ذلك داخل في الكلام كما يذكر الأَطراف ويترك ذكر الأوساط وهي مرادة، أَو يرزقهم جنة كجنة سبأ بلا عمل يأكلون منها وما تساقط لا يعفن بالسقوط، أَو المراد الكناية عن كثرة الأَرزاق لا خصوص الثمار، ولا خصوص الجهات فتكون لهم بركات السماء والأَرض وكل جهة، وقد قيل لأَعطتهم السماءُ مطرها وبركتها والأَرض نباتها وخيرها كقوله تعالى { { لفتحنا عليهم بركات من السماءِ والأَرض } [الأعراف: 96] { مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ } عادلة لا غالية ولا مقتصرة تعمل بالحق، وهم من آمن بالنبى صلى الله عليه وسلم واتبعه كما قال مجاهد كعبد الله بن سلام. قيل ومن اتبع كتب الله قبل بعثته صلى الله عليه وسلم أَو بعدها ولم يبلغه خبره وقيل: عبد الله بن سلام ونحوه وأَربعون من النصارى، وقيل النجاشى وأَصحابه { وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ } من معاندة وتحريف وإِعراض وإِفراط في عداوة، وهذه الكثرة مقابلة القلة فمن ساءَ عمله ككعب ابن الأَشرف والروم أَكثر ممن اقتصد كما دل له قوله أَمة مقتصدة.