خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا } الجنس أَوالمذكورين بقوله: وقالوا { { لولا أَنزل عليه آية من ربه } [يونس: 20، الرعد: 7، 27] { بِآيَاتِنَا } القرآن { صُمٌّ } خبر أَول { وَبُكْمٌ } خبر ثان بتوسط حرف العطف { فِى الظُّلُمَاتِ } خبر ثالث، عبارة عن العمى، كما قال { { صم بكم عمى } [البقرة: 18، 171]، أَو حال من المستتر فى بكم، وكلهم صم بكم فى الظلمات، وقيل المراد التقسيم إِلى قسمين صم بكم، ويكفى فى ذلك العطف، وقدر بعضهم: بعض صم وبعض بكم، وجعل الجملة خبراً، فيكون فى الظلمات خبراً ثانيا وكلهم فى الظلمات، والمراد بالظلمات أَنواع الكفر أَو الجهل والعناد والتقليد، أَو الضلال أَو غضب الله وعقابه، لا يسمعون سماع قبول وتفكر، ولا ينطقون بالحق فهم كالأَصم الأخرس زاد بالعمى، فإِن الأَصم الأخرس البصير يفهم عن غيره بالإِشارة والكتابة، ويفهم عنه غيره كذلك، وقيل: المراد بالظلمات حقيقة ظلمات الآخرة { مَنْ يَشإِ الله } إِضلاله { يُضْلِلْهُ } بالخذلان فالله عز وجل مريد لكفر الكافرين، لا كما قالت المعتزلة أَنه غير مريد له، والمعتزلة يحملونه الآية ونحوها على مشيئة الإِجبار والقهر وهو خطأ ظاهر { وَمَنْ يَشَأْ } هدايته { يَجْعَلْهُ عَلَى صرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } بالتوفيق، ومشيئته لا تتخلف، والهداية نفس الجعل على صراط مستقيم، وتنكيره تعظيم، وهو عين الإِسلام، وقيل الإِضلال عن الطريق فى الموقف إِلى الجنة، والجعل على الصراط الهداية إِلى الطريق فيه إِلى الجنة ولا يتبادر.