خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَكَذَلِكَ نفَصِّلُ ٱلآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ ٱلْمُجْرِمِينَ
٥٥
-الأنعام

تيسير التفسير

{ وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ } فى التوحيد ودلائل النبوة تأكيداً لهم فيما علموا، أَو تعليما لهم فيما لم يعلموا، ومثل ذلك التفصيل السابق للآيات الماضية نفصل سائر الآيات الباقيات، أَو على كيفية التفصيل المعهود نفصل مطلق الآيات الماضية والآتية، مثل أن تفعل شيئاً ثم تذكر أَنك فعلته على الوصف المشاهد وأَن شأْنى كذلك فى أَفعالى، أَو المراد ما مضى كذلك. { وَلِتَسْتبِينَ } هذا من الاستفعال للتعدية، كخرج لازما، وإِذا قيل استخرج تعدى، وذلك أَن بان لازم تعدى إِذا كان بهذه الصيغة، والمعنى: لستوضح يا محمد أَو تميز أَو تظهر، وهو متعلق بمحذوف، أَى وفصلنا ذلك التفصيل، لتستبين، أَو معطوفاً على محذوف، أَو نفصل أَو فصلنا الآيات ليظهر الحق ولتستبين { سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ } وسبيل المحقين، أَو لتستبين سبيل المجرمين من سبيل المحقين، واقتصر اللفظ على سبيل المجرمين لأَن ذكر أَحد المتقابلين يدل على الآخر، ولا سيما فى باب التمايز، وكان المذكور سبيل المجرمين لأَن المقام للنهى عنها والتخلى وهو قبل التحلى، ولكثرة المجرمين، ولظنهم أَنهم على الحق فكان بيانه أَهم، أَى لتستبين يا محمد سبيل المجرمين فتتجنبها وتعامل أَهلها بما يليق بهم وأَهل الحق بما يليق بهم.