خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ
١٠
-الأعراف

تيسير التفسير

{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ } يا بنى آدم، أَقدرناكم أَو جعلنا لكم مكاناً وقراراً { فِى الأَرْضِ } بالسكنى والحرث والغرس والحفر والبناء وسائر التصرفات { وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } أَنشأْنا لكم وخلقنا، والمعنى واحد، وصيرنا وما قبله أَولى، والمعيشة اسم لما يعاش به أَى يحيا به من المطاعم والمشارب بغير كسب أَو بكسب، أَو اسم لما يتوصل به إِلى العيش، ووزنه مفعلة بكسر العين نقلت كسرة الياء إِلى العين، والياء أَصل فصحت فى الجمع ولم تقلب همزة وذلك هو الرواية الراجحة عن نافع، وروى عنه قلبها همزة شذوذاً؛ لأَن العرب قد تشبه الأَصل بالزائد إِذا كان على صورته كما سمع شذوذاً مصائب بالهمزة، نص عليه ابن عقيل، وقياسه مصاوب بالواو لأَن عين المصيبة وأَصاب وصاب واو أَصلية قلبت ياء فى مصيبة، والفاء فى أَصاب وصاب: وابن عقيل تلميذ أَبى حيان حجة، وقد نص على همز مصائب شذوذاً، فقول بعض المتأَخرين همز المصائب من المصايب خطأ، ليت شعرى كيف يقول المصاوب بالواو مع أَنه لم يسمع؟ أَم يقول بالياء من عنده بلا قاعدة، والصحيح أَن قراءَة معائش بالهمزة شاذة خارجة عن السبعة وليست عن نافع بل قرأَ بها أَبو جعفر المدنى والأَعرج فإِما على الشذوذ وإِما على أَن الميم أَصل والياء زائدة فصح قلبها همزة ووزنه فعيلة. ومعنى التحرك الرقيق فى المصالح، ولكم متعلق بجعلنا وفيها متعلق به أَيضا أَو بمحذوف حال من معائش، أَو معائش مفعول أَول ولكم مفعول ثان وفيها متعلق بلكم لنيابته عما يتعلق به، أَو متعلق بما يعلق به لكم، وقدم لكم بطريق الاعتناء بالمنفعة والتشويق إِلى المتأَخر المنفوع به { قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ } تشكرون شكراً قليلا أَو زمانا قليلا، وما تأكيد للقلة، أَو فى زمان قليل شكركم وما مصدرية.