خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي ٱلأَرْضِ أُمَماً مِّنْهُمُ ٱلصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذٰلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِٱلْحَسَنَاتِ وَٱلسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
١٦٨
-الأعراف

تيسير التفسير

{ وَقَطَّعْنَاهُمْ } فرقناهم أَو صيرناهم فرقا، والهاء لليهود مطلقا، وخص المعاصرين للنبى صلى الله عليه وسلم بعد دخولهم فى العموم بقوله { فخلف من بعدهم } [الأَعراف: 165] ولقلة الصالحين فيهم، على عهده صلى الله عليه وسلم جدا، خص بعضهم الهاءَ هنا بمن قبله صلى الله عليه وسلم، لكن لا مانع من إِرادة الحكم على المجموع فى ذكر أَن منهم الصالحين { فِى الأَرْضِ } فهم فى كل أَرض، أَرض العرب وأَرض العجم، فى هذه الأَرض ومن وراءِ البحر وفى الجزائر أَذلاءَ لا شوكة لهم ولا سلطان، ولا قرية سكنوها وحدهم { أُمَمَا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ } الجملة نعت أُمما، والهاء لأُمما والصالحون قبله صلى الله عليه وسلم فى المدينة وغيرها، والصالحون المؤمنون به على عهده، ولما بعث صلى الله عليه وسلم كفر به من أَدركه إِلا قليلا، { وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ } أَى قوم دون ذلك، أَو ناس دون ذلك فى الصلاح، آمنوا واتقوا بعض التقوى، ولم يبلغوا مبلغ هؤلاءِ، وقيل: المراد المشركون منهم، وقيل: المشركون والفاسقون، وأَجاز بعضهم حذف الموصول ولو لم يذكر مثله، أَى من دون ذلك - بفتح الميم - والإِشارة إِلى الصلاح المعلوم من { الصالحون } أَو إِلى { الصالحون } بتأويل من ذكر، وهذا أَنسب بالتقسيم لأَن مناسب الصالحين الكافرون والفاسقون، والإِشارة للصلاح تناسب أَنه قيل منهم الصلاح ولم يقل ذلك، وإِن قدر ومنهم دون ذلك الصلاح ناسب، وقيل إِن بعض العرب تطلق ذا للتثنية والجمع كالفرد، ومعنى الدونية الانحطاط إِلى الشرك وإِلى الفسق { وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ } النعم والخصب والعافية جلبا وترغيبا { وَالسَّيِّئَاتِ } الجدب والأَمراض والشدائد زجرا { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } عن شركهم وفسقهم.