خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ
٤٨
أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
٤٩
-الأعراف

تيسير التفسير

{ وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً } من الكفرة من الأُمم كانوا معذبين، وأَظهروا للتقرير أَو لأَن المراد البعض وفيما مر الكل، وكانوا يعرفونهم فى الدنيا أَو يعرفون كفاراً هناك بعلامة الكفر، ولا يعرفون لهم جموعاً { يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } مثل أَن يقولوا من هذه الأُمة يا أَبا جهل يا أَبا لهب يا أَبا الوليد يا وليد بن المغيرة وكأَنه قيل ماذا قالوا بعد ندائهم فقال { قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ } ما نافية أَو استفهامية توبيخية واقعة على العذاب أَو الأَغنياء، أَى أَى عذاب أَو أَى غناء أَغنى عنكم جمعكم جماعتكم أَو جمعكم المال أَو جمعكم الأَصحاب والأَعوان، وعطف على جمعكم قوله { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } أَى كونكم تستكبرون عن الإِيمان أَو على الحق، ومن جملة ما قالوا قوله { أَهَؤُلاَءِ } إِشارة إلى جماعة من ضعفاءِ المسلمين وفقرائهم كبلال وصهيب وسلمان، وهو مبتدأ خبره قوله { الَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } وجواب القسم قوله { لاَ يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ } كان الكفار فى الدنيا يقولون فى مثل بلال وصهيب وسلمان رضى الله عنهم ممن عدوه ضعيفاً واحتقروه: والله لا يدخلون الجنة، وحذف الحال عاملا فى قوله { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ } أَى مقولاً لهم ادخلوا إِلخ. إِن كان القول قبل الدخول، ودوموا فى كونكم فيها بعد دخولها إِن كان القول بعد الدخول، فمقول حال من الذين والذين تابع لهؤلاءِ والخبر نقول بالرفع والقائل الملائكة عن الله، أَو تقول الملائكة عن الله عز وجل فى شأن أَصحاب الأَعراف للكفار أَهؤلاءِ الذين هم أَصحاب الأَعراف قيل لهم أَو مقول لهم أَو مقولاً لهم ادخلوا يا أَصحاب الأَعراف الجنة إِلخ. ولما عير أَصحاب الأَعراف أَهل النار أَقسموا أَن أَصحاب الأَعراف لا يدخلون الجنة فقال الله لهم { أَهؤلاءِ الذين أَقسمتم لا ينالهم الله برحمة } وهم أَهل الأَعراف ادخلوا الجنة يا أَهل الأَعراف لا خوف عليكم ولا أَنتم تحزنون، أَو بقوله أَصحاب الأَعراف بعض لبعض.