خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُوۤاْ إِنَّا بِٱلَّذِيۤ آمَنتُمْ بِهِ كَافِرُونَ
٧٦
فَعَقَرُواْ ٱلنَّاقَةَ وَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُواْ يَاصَالِحُ ٱئْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ
٧٧
-الأعراف

تيسير التفسير

{ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَروا إِنَّا بالَّذِى آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ } مقتضى الظاهر أَن يقولوا إِنا بما أرسل به كافرون، لكن عدلوا إِلى التصريح بأَنا لا نذعن إِلى ما أَذعنتم إِليه، نؤمن بما كفرتم به ونكفر بما آمنتم به، وكانت الناقة تشرب ماءَ البير كله يوماً ولهم يوم، وتفر منها حيواناتهم فى مرعاها فكرهوا ذلك، كانت تصيف بظهر الوادى فتهرب منه أَنعامهم و تشتو فى باطنه فتهرب منه أَنعامهم، وزينت لهم قتلها عنيزة أَم غنم وصدقة بنت المختار، وقيل اسمها صدوق عرضت نفسها لابن عم لها يقال له مصدع بنُ مهرج على أَن يقتل الناقة، ودعت عنيزة قدار بن سالف لقتلها على أَن تزوجه أَى بناته شاءَ قطع مصدع عرقوبها وطعن قدار فى لبتها وصدرها ستون ذراعا ولا يسعها طريق ورودها لعظمها بالشرب فقتلوها وقسموا لحمها، وقال الله عز وجل:
{ فَعَقَرُوا النَّاقَةَ } نحروها، والعقر القتل أَو الجرح أَو قطع عراقيب الإِبل، والعرب إِذا أَرادوا النحر قطعوها، وهو سبب للنحر وأَسند العقر إِلى جميعهم لرضا من لم يباشر العقر، وسكوت من لم ينه وأَمر من أَصر، فالفاعل والراضى والآمر وتارك النهى يعمهم العذاب، وإِنما تولى عقرها قدار بن سالف، وكان أَحمر أَزرق قصيراً يزعمون أَنه ابن زانية ولد على فراش سالف، وكان عزيز قوم سالف، وكان العقر يوم الأَربعاء وفر ولدها ودخل الصخرة التى خرج منها انفجرت له وانطبقت عليه، وقيل ذبحوه، وقيل طلع جبلا يسمى قاره. فقال لهم صالح: إِن أَدركتموه فلعلكم تنجون، ورغا ثلاثاً كل رغوة يوم كما قال لهم صالح، وأَوصى الله إِلى الجبل أَن تطاول فلم تدركه فئة فيما رووه { وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ } خرجوا فسادا عن التوحيد والإِيمان بصالح، و عن ترك الناقة { وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا } به فحذف العائد المجرور بالحرف ولو اختلف لفظ متعلقه مع متعلق جار الموصول للعلم به، وكثير يقول: يجوز ذلك إّذا أَظهر المعنى أَو يقدر تعدناه بتعدى الوعد لاثنين، والمراد بما تعدنا على مسها بسوء من العذاب وذلك استهزاء منهم وتعجيز لصالح أَن يأْتيهم على يده عذاب { إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ } فمن شأن الرسول الصدق فكأَنه قيل إِن كنت من الصادقين فى وعيدك.