خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
١٠
-الأنفال

تيسير التفسير

{ وَمَا جَعَلَهُ } أَى الإِمداد المعلوم من ممدكم { اللهُ إِلاَّ بُشْرَى } أَى تبشير لكم بإِعانتهم وبنصركم والملك الواحد لو أَمره الله لأَهلكهم فى أَقل من ساعة، والآية دلت على أَن الملائكة لم تقاتل، وقيل: قاتل بعض، وإِن صاحبيا هو أَبو داود المازنى، تبع مشركا ليقتله فرأَى رأسه مقطوعا قبل الوصول إِليه، وتبع صحابى مشركا ليقتله فسمع ضربة سوط فوقه وقائلا: أَقدم حيزوم، فخر المشرك مستلقياً محطوماً مشقوقاً وجهه، فحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة، وحيزوم فرس جبريل منادى بحرف محذوف أَى يا حيزوم { وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ } بذلك الإِمداد تسكن عن القلق وذل القلة وعدم الاستعداد، أَو لتسكن { قُلُوبُكُمْ } وتعلق اللام بمحذوف، أَى وأَثبت الإِمداد لتطمئن، أَو وأَمدكم لتطمئن، وإِن عديت جعل لواحد بمعنى أَثبت كأَن التفريع للمفعول من أَجله فتعطف على بشرى فتكون اللام مذكورة لاختلاف الفاعل لأَن فاعل الجعل الله، وفاعل الاطمئنان القلوب { وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللهِ } بلا توقف على استعداد ومع الضعف، وتثقوا بقوتكم، أَو شجاعتكم، وقدم به على قلوبكم، لأَن الأَهم لهم حصول الاطمئنان، وينكشف بذلك وجه تقديم بشرى على تطمئن، ولا سيما إِن رددت هاءَ به إِلى بشرى بتذكيره لأَنه بمعنى التبشير ولا قائل من المؤمنين أَن النصر من الملائكة لا من الله، فضلا عن أَن يقال الحصر قلبى إِلا أَن يعظهم بأَلاَّ يعتقدوا ذلك، لا على أَنهم اعتقدوه، أَو يعتبر ما يخطر ببال، ولا يثبت أَو اعتبر ضعف علم أَحد منهم فى ذلك وأَخر{ وما النصر إِلا من عند الله } { إِنَّ الله عِزِيزٌ حَكِيمٌ } لأَنه كالفذلكة، ولأَنه حكم كلى فى ذلك القتال وغيره من القتال وفى غير القتال.