خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ ٱلَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
١١٠
-التوبة

تيسير التفسير

{ لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمْ الَّذِى بَنَوْا } هو مسجد الضرار كما هو الظاهر، ويبعد أَن يكون المراد به نفاقهم، ويجوز بقاءُ بنيان على المعنى المصدرى فهاءُ بنوة المقدرة مفعول مطلق على هذا { رِيبَةً فِى قُلُوبِهِمْ } سبب ريبة أَو موجب ريبة، بنوه شكا فى دين الله وردا عليه ولما هدم لم يزالوا معتاظين بهدمه لافتضاحهم به، إِذ لم يؤخر أَمرهم ويمهل، وربما خيل لهم الشيطان وأَنفسهم أَنه حق، وأَنه هدم حسداً وأَنه لا أَقل من جوازِ إِبقائِه، وتضاعف حقدهم ولمجىءِ الشر فى حال توقعهم الخير فى بنائِه، وقد يكون فى قلب بعضهم ما ليس فى آخر، وقيل الريبة الشك فى سبب تخريبه، وقيل كانوا يحسبون أَنهم محسنون فى بنائِه كما حبب العجل إلى بنى إِسرائيل فارتابوا فى سبب تخريبه، وقيل: الشك أَيقتلون بعده أَم يبقون { إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ } أَى فى كل وقت إِلا وقت تقطيع قلوبهم بالقتل أَو الموت، والشد للمبالغة فى القطع وفى دوام الريبة تدوم دواماً عظيماً حتى تبقى مع مبدإِ القطع إِلى أَن يكون القلب قطعاً متعددة، ولو كان هذا لا يوجد أَو يتصور بإِيلام القلب شيئاً فشيئاً عند الموت أَو القتل، وقد قيل: تقطيعها تفريق أَجزائها فى القبر أَو النار فهم مغتاظون ولو بعد الموت، وقيل إِلا أَن تقطع قلوبهم بالتوبة النصوح فإِنه لا يبقى لهم اغتياظ وارتياب فيكون التقطيع مجازاً كما أَنه مجاز فى صورة حمله على الإِيلام { وَالله عَلِيمٌ } بسوءِ اعتقادهم، وبكل شىءٍ { حَكِيمٌ } فى أَمره بهدمه وفى كل فعل له وقول.