خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَـٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ
٣٥
-التوبة

تيسير التفسير

{ يَوْمَ يُحْمَى } متعلق بعذاب أَو بمحذوف نعت له أَو مفعول به، أَى اذكر للناس يوم يحمى، ولا يقدر عذاب يوم يحمى. فيجعل عذاب بدل عذاب فحذف المضاف لأَن يوم منصوب. لا أَن بنى لإضافته لجملة { عَلَيْهَا فِى نَارِ جَهَنَّمَ } يوم توقع شدة الحمى عليها. فالواقع عليها الحمى لا النار، لأَن النار من تحتها وجوانبها أَيضا. لا فوقها فقط، أَو الأصل تحمى النار عليها بالتاءِ الفوقية، كما قرأ الحسن، وذلك مبالغة فى حرارة النار، ولما حذف النار ناب عنه قوله عليها، فكان يحمى بالياءِ التحتية، ولحذفه ساغ ذكر قوله فى نار جهنم، وإفراد الضمير فى عليها وينفقونها لتأْويل الكنوز، واختير ذلك لأَن المراد الكثير من الذهب والفضة، ولو صح إِطلاق الكنز أَيضا على القليل، ولا يختص بالكثير كما توهم، وإنما حملت الآية على الكثير لأن الآية فى قوم كنزوا كثيراً، وغيرهم ملحق بهم والقليل ملحق بالكثير، وجاز رجوع الضمير إلى الفضة، وهى أَقرب فيلحق بها الذهب بالأَولى، وخصت بالذكر لأَنها أَكثر ولأن الناس أَحوج إِليها. { فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ } أَما وجوههم فلأَنهم يطلبون بالأَموال الاحترام والوجاهة، وفى الوجه يظهر العز، ولأَنهم أَعرضوا بها عن سائلهم، وأَما جنوبهم فلا نفتاحها فى الأَكل والملابس الحسنة، وكذا الظهور، ولأَنه يصير بعد الإِعراض عن الوجاهة إلى مجانبة، فيكوى الجنب ثم إِن زيد سؤال أَو لم يزد. ولى ظهرا فيكوى ظهره، ولأَن ذلك جهات أَربع ومشتمل على الدماغ المحاذى للجبهة. والقلب المحاذى للجانب الأيسر والكبد المحاذى للظهر، ولأَنها الجهات التى يلتفت إِليها عند الدفن، قال أَبو هريرة: ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدى منها حقها إلا إِذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فيكوى بها جنبه وظهره { هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ } مفعول الحال محذوفة صاحبها الهاءَات الثلاث الأَخيرة، أَى مقولاً لهم هذا الذى تكوون به المال الذى كنزتم لأَنفسكم صار لكم ضراً، أَو هذا الكى جزاءَ ما كنزتم. أَو هذا الكى هو الذى كنزتم لأَنفسكم بكنزكم، موجبه الذى هو ذلك المال، تبسط جلودهم حتى تسمع جميع ما كنزوا، ولو كان ميلا أَو أكثَر من المال { فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ } ما مصدرية أَو اسم. أَى ذوقوا جزاءَ كنزكم للمال أَو جزاءَ المال الذى كنزتموه، أَو جزاءَ مال كنزتموه، ومهد لجناية أُخرى جناها مشركو العرب، قيل واليهود والنصارى، وهى النسىءُ بقوله عز وجل.