خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَجَآءُوۤا أَبَاهُمْ عِشَآءً يَبْكُونَ
١٦
قَالُواْ يَٰأَبَانَآ إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَمَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ
١٧
وَجَآءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَٱللَّهُ ٱلْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ
١٨
وَجَاءَتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَىٰ دَلْوَهُ قَالَ يٰبُشْرَىٰ هَـٰذَا غُلاَمٌ وَأَسَرُّوهُ بِضَاعَةً وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَعْمَلُونَ
١٩
وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُواْ فِيهِ مِنَ ٱلزَّاهِدِينَ
٢٠
-يوسف

تيسير التفسير

نستبق: نتسابق بالعدو والرمي بالسهام. عند متاعنا: عند ثيابنا وطعامنا. ادلى دلوه: أرسلها في البئر. يا بشرى: الخبر السار. واسرّوه بضاعة: اخفوه بينهم. وشَرَوْه بثمن بخس: باعوه بسعر رخيص. سولت لكم انفسكم: زينت وسهّلت.
وظلّوا في المرعى حتى وقت العشاء ثم عادوا الى أبيهم باكين يُظهرون حزناً شديداً. وقالوا: يا أبانا، لقد ذهبنا نتسابق في الرمي والجري، وتركنا يوسف عند ثيابنا، فانتهز الذئب فرصة غيابنا عنه وأكلهَ. وما أنت بمصدّق لنا ما نقول، مع أنه هو الحق والصدق.
وجاؤا بقميصِه ملوثا بدمٍ مكذوب ليثبتوا دعواهم. فلما رآه يعقوب قال: بل سوّلت لكم أنفسكم ارتكابَ امر عظيم فاقدمتم عليه، فصبرٌ جيمل، وربيّ المعينُ على احتمال ما تقولون.
وجاءت قافلةُ متجهة الى مصر، فأرسلوا رجلاً منهم يجلب الماء من البئر وهناك أرخى دلوه في البئر فتعلق به يوسف. ولما خرج الفتى ورآه الرجل قال مبشرا جماعته: أبشروا هذا غلام كان في البئر. فأخذوه وأخفوه عن الناس لئلا يدّعيه احد من أهل ذلك المكان.
وسارت القافلة حتى بلغت مصر، حيث باعت الصبيّ بثمن بخس، مجرد، دارهم قليلة، فقد كان أصحاب القافلة زاهدين في بقائه معهم، لأنهم يريدون التخلص من تهمة استرقاقه وبيعه.
قراءات:
قرأ عاصم: "يا بشرى" بألف مقصورة كما هو في المصحف، وقرأ حمزة والكسائي وخلف "يا بشرى" بامالة الراء. والباقون: "يا بشرايَ" بالالف وفتح الياء.