خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

قُل لَّن يَنفَعَكُمُ ٱلْفِرَارُ إِن فَرَرْتُمْ مِّنَ ٱلْمَوْتِ أَوِ ٱلْقَتْلِ وَإِذاً لاَّ تُمَتَّعُونَ إِلاَّ قَلِيلاً
١٦
قُلْ مَن ذَا ٱلَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوۤءاً أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً
١٧
قَدْ يَعْلَمُ ٱللَّهُ ٱلْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَٱلْقَآئِلِينَ لإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً
١٨
أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً
١٩
يَحْسَبُونَ ٱلأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُواْ وَإِن يَأْتِ ٱلأَحْزَابُ يَوَدُّواْ لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي ٱلأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَآئِكُمْ وَلَوْ كَانُواْ فِيكُمْ مَّا قَاتَلُوۤاْ إِلاَّ قَلِيلاً
٢٠
-الأحزاب

تيسير التفسير

يعصمكم: يمنعكم. المعوِّقين: المانعين المثبطين عن القتال. هلم الينا: اقبلوا الينا. البأس: الشدة والمراد بها هنا الحرب والقتال. اشحة: جمع شحيح وهو شديد البخل. تدور أعينهم: تدور مُقَلُ أعينهم من شدة الخوف مثل الذي يغشى عليه من الموت. سلقوكم: آذوكم بألسنتهم السليطة. أشحّة على الخير: بخلاء حريصين على مال الغنائم. فأحبط الله أعمالهم: أبطلها. بادون في الأعراب: لو انهم من اهل البادية مع الاعراب.
لا يزال القول في غزوة الخندق وما لابَسَها. قل لهم ايها الرسول: لا ينجيكم الفرارُ من الموت او القتل، وانْ نَفَعَكم ظاهراً فلا تتمتعون بتأخير يومكم إلا تمتعا قليلا.
وقل لهم: من ذا الذي يحميكم من الله إن أراد بكم رحمة؟ { وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً }.
والله يعلمُ المعوقين الذين يثّبطون الناسَ عن القتال ويمنعونهم، والذين يقولون لإخوانهم هلمُّوا إلينا { وَلاَ يَأْتُونَ ٱلْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً } فلا يَقْرَبون القتالَ إلا زمنا قصيراً ثم يتسلّلون ويهربون الى مساكنهم.
ثم ذكر الله بعضَ معايبهم من البُخل والخوف والفخر الكاذب فقال:
{ أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَآءَ ٱلْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدورُ أَعْيُنُهُمْ كَٱلَّذِي يُغْشَىٰ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ }.
إنهم بخلاءُ عليكم بالمعونة والانفاق، فإذا طرأ الخوفُ من الحرب رأيتَهم ينظرون إليك بحالة عجيبة، تدور اعينُهم في محاجرها كالذي يقع مغشيّا عليه في حالة الموت. فإذا ذهب الخوف وأمِنتم، { سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ } طالبين أن يشارِكوكم في الغنيمة.
{ أَشِحَّةً عَلَى ٱلْخَيْرِ....أوْلَـٰئِكَ لَمْ يُؤْمِنُواْ }
وهم بخلاء في كل خير، حريصون على الغنائم إذا ظفر بها المؤمنون. انهم حين البأس جبناء، وحين الغنيمة أشحاء، { فَأَحْبَطَ ٱللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيراً }.