خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَّا فَرَّطْنَا فِي ٱلكِتَٰبِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ
٣٨
وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ ٱللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
٣٩
-الأنعام

تيسير التفسير

الدابة: كل ما يدب على الأرض من الحيوان. الطائر كل ذي جناح الأمم: واحدها أُمة: وهي كل جماعة يجمعهم امر واحد، كزمان أو مكان، أو صفات أو مصالح التفريط: التقصير. الكتاب: اللوح المحفوظ يحشرون: يجمعون.
بعد ان بين سبحانه وتعالى انه قادر على انزال الآيات اذا رأى من الحكمة والمصلحة انزالها - ذكرهنا ما هو كالدليل على ذلك، فأرشد الى عموم قدرته وشمول علمه وتدبيره في ما اوجد من مخلوقات على الأرض، أو في الفضاء.
ان أقوي دليلٍ على قدرة الله وحكمته، أنه خلَق كل شيء، وليس من حيوان يدب في ظاهر الأرض وباطنها، او طائر يسبح في الهواء - الا خلقها الله جماعاتٍ تماثلكم أيها البشَر، وجعل لها خصائصها ومميزاتها ونظام حياتها. إنه لم يترك في الكتاب المحفوظ شيئاً إلا ذكره. وان كانوا قد كذّبوا، فسوف يُحشرون مع كل الامم للحساب يوم القيامة.
{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي ٱلظُّلُمَاتِ... }.
والذين لم يصدّقوا بآياتنا الواضحة الدالة على قدرتنا، لم ينتفعوا بحواسهم من معرفة الحق فتخبّطوا في ضلال الشرك والعناد تخبُّط الأصم والابكم في الظلمات الحالكة: ظلمة الوثنية، وظلمة الجاهلية، والكفر، والجحود. وهؤلاء لا نجاة لهم من الهلاك. ولو كان لديهم أي استعداد للخير لوفّقهم الله اليه. فانه سبحانه إذا أراد إضلال إنسان لفساد قصده، تركه وشأنه. وإذا أراد هدايته لسلامة قصده، يسّر له السير في طريق الايمان الواضح المستقيم.
وهذه الآية الكريمة وامثالها ترشدنا الى البحث في طباع الأحياء لنزداد علماً بسنُن الله وأسراره في خلقه، ونزداد بآياته إيمانا، ونعتبر بحال من لم يستفيدوا مما فضلهم الله بِهِ على الحيوان، وهو بالعقل، ومما جاء به الرسول الكريم من هدى وارشاد، وهو القرآن.