وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد اخرج من متاع بنيامين { إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ } يتنصلون إلى العزيز من التشبه به، ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل، يعنون به يوسف عليه السلام. قال قتادة: كان يوسف عليه السلام قد سرق صنماً لجده أبي أمه فكسره، وقوله: { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ } يعني الكلمة التي بعدها، وهي قوله: { أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ } أي تذكرون، قال هذا في نفسه ولم يبدها لهم، وهذا من باب الإضمار قبل الذكر، وله شواهد كثيرة في القرآن والحديث واللغة، قال ابن عباس: { فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ } قال: أسرَّ في نفسه { أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ }.