خريطة الموقع > التفسير

التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ
٤٨
مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ
٤٩
فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ
٥٠
-يس

مختصر تفسير ابن كثير

يخبر تعالى عن استبعاد الكفرة لقيام الساعة في قولهم: { مَتَىٰ هَذَا ٱلْوَعْدُ }، كما قال تعالى: { يَسْتَعْجِلُ بِهَا ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا } [الشورى: 18]، قال الله عزّ وجلّ: { مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ } أي ما ينتظرون إلا صيحة واحدة، وهذه والله أعلم: "نفخة الفزع" ينفخ في الصور نفخة الفزع، والناس في أسواقهم ومعايشهم يختصمون ويتشاجرون على عادتهم، فبينما هم كذلك إذ أمر الله عزّ وجلّ إسرافيل فنفخ في الصور نفخة يطولها ويمدّها، فلا يبقى أحد على وجه الأرض إلا أصغى ليتاً ورفع ليتاً، وهي صفحة العنق يتسمع الصوت من قبل السماء، ثم يساق الموجودون من الناس إلى محشر القيامة بالنار تحيط بهم من جوانبهم، ولهذا قال تعالى: { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً } أي على ما يملكونه، الأمر أهم من ذلك، { وَلاَ إِلَىٰ أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ }، وقد وردت هٰهنا آثار وأحاديث ذكرناها في موضع آخر، ثم يكون بعد هذا: "نفخة الصعق" التي تموت بها الأحياء كلهم ما عدا الحي القيوم، ثم بعد ذلك، "نفخة البعث" والله أعلم.